لا يحتاج العلامة رشيد ترابي إلى أي تعريف باعتباره ذاكرًا فريدًا من نوعه، فهو لم يكن خطيبًا منقطع النظير فحسب، بل كان أيضًا باحثًا من الطراز الأول، وعالمًا واسع الأفق في علم الكلام، وشاعرًا فصيحًا. وكان ميرزا مهدي بويا، أحد أكثر المفسرين احترامًا للقرآن الكريم، معاصرًا له ومعجبًا كبيرًا بالعلامة. وكان العلامة ترابي رائدًا في اختيار موضوعات محددة وإعلان عناوين خطبه من منبر المجلس. وفي فترة قصيرة من الزمن، اعتاد أن يقدم جردًا موجزًا للآيات القرآنية ذات الصلة بموضوعه ويكمل شرحه باقتباسات واسعة من أئمة أهل البيت، وخاصة من خطب الإمام علي عليه السلام. هذا العمل هو المجلد الثاني من مجالس ترابي، وهو تكملة للمجلد الأول من الترجمة الإنجليزية للمحاضرات ويغطي ثمانية عشر خطبة للعلامة الراحل ترابي. وقد تم بث العديد من هذه المحاضرات من إذاعة باكستان وكان هدفه هو تقديم رسالة إلى الأمة في غضون فترة زمنية معينة. وتشمل هذه العناوين مدونة قواعد السلوك لخدم الله الحقيقيين. على سبيل المثال، السجدة، واليقين، والتسليم، ورضا الرب، والتقوى، والصبر وغيرها الكثير. ويستمر العلامة في الاستشهاد بشكل كبير بالمقاطع الرائعة من نهج البلاغة، كما يقتبس بشكل عفوي من شعر العلامة إقبال في أثناء ذلك. وهي من أشهر خطب العلامة الترابي مما يثبت موهبته العظيمة في تزويد جمهوره بأقصى قدر من المعرفة في أقل وقت.