المقدمة: السيد حسن الحكيم تحرير: محمد علي البديري
عن الكتاب: في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام، وبعد خمسين عاماً من وفاة الرسول الأكرم محمد (ص)، قُتِل الإمام الحسين (ع) وعدد قليل من أفراد أسرته وأصحابه على أيدي الحكومة الأموية. لقد اتخذوا موقفهم على أرض كربلاء بعزم وتصميم. لم يتراجعوا في مواجهة جيش من الآلاف. اتخذوا هذا الموقف على أمل أن تُحيي ذكراهم أمة إسلامية كانت تتجه بسرعة نحو الانحراف. لقد مر أكثر من ثلاثة عشر قرناً منذ ذلك الحين. ومع ذلك، يواصل المسلمون في جميع أنحاء العالم كل عام إحياء ذكرى المأساة وتذكر تضحية الإمام الحسين (ع) العظيمة. يتوافد المصلون من جميع أنحاء العالم إلى قبره في كربلاء لزيارته والدعاء. إنهم يتذكرون أحداث تلك المذبحة الدموية وشجاعة الإمام الحسين (ع) وأصحابه. ويرتلون الشعر والنثر إحياءً لذلك الموقف. ولأهمية هذه المأساة والعاطفة التي أحدثتها في نفوس الأمة الإسلامية، بذلت السلطات الأموية كل ما في وسعها لمحو ذكرها، فحرمت ذكر الإمام الحسين (ع)، واضطهدت كل من أعلن حبه لأهل بيت النبي (ص)، ونشرت أفكاراً باطلة تبرئهم من أي ذنب. ورغم كل هذا، فقد نقش موقف الإمام الحسين (ع) في ضمير الأمة الإسلامية، كما أعلنت السيدة زينب في بلاط يزيد: "والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت إلهامنا".