إن الفلسفة المقارنة، مثلها كمثل الأنواع الأخرى من الفلسفة، هي نوع من الحوار بين الفلاسفة. ولكن في حين أن الحوار بين الفلاسفة في الفروع التقليدية لفلسفة الفلسفة يتخذ عادة شكل الحوار الثنائي، فإن الفلسفة المقارنة تتضمن ثلاثة محاورين. ولا يلزم أن يكون المشاركون في حوار من النوع الشائع في الفلسفة المقارنة متزامنين. ولا يلزم أن يتحدثوا نفس اللغة أو ينتموا إلى نفس التقليد. ومن بين المحاورين الثلاثة في حوار من النوع ذي الصلة بالفلسفة المقارنة، فإن من يلعب دور الوسيط بين المحاورين الآخرين هو الممارس الحقيقي لـ "الفلسفة المقارنة" أو "الفيلسوف المقارن" الحقيقي، أي من ينخرط فعليًا في عملية مقارنة الفلسفات والتفكير في دقة فن مقارنة وجهات النظر. الفيلسوف المقارن هو مفسّر، ومعلق، وناقد، وخبير في الحجج الفلسفية الجيدة والأفكار المثيرة للاهتمام، ومعلم، ومُراسل، وهذه الخاصية الأخيرة تتعلق بالدور الذي يلعبه الفيلسوف المقارن تجاه الجماهير المعاصرة والمستقبلية. طبعة P/B
