مختصر ومقتبس من الأعمال الأصلية للسيد صادق الخرساني
بقلم: أباذر تاج الدين وجلال مغنية
إن الإسلام ينظر إلى فكرة التنمية البشرية باعتبارها حركة مستمرة طيلة حياة الإنسان. فالتنمية تخدم غرض الإنسان في سعيه إلى التميز والكمال. وهي جزء لا يتجزأ من حياة المسلم، ومن الطبيعي أن تكون قوة دافعة في حياة كل إنسان. وبدون الاعتراف بها، وتعلم كيفية استخدامها، ودمجها في حياة المرء، فمن المؤكد أن هناك شيئًا مفقودًا. إن التنمية البشرية هي البوابة إلى القيادة الممتازة، سواء كانت في المنزل، أو المنظمة، أو المجتمع. إن مفاهيم القيادة والتنمية تسير جنبًا إلى جنب، كما أظهر لنا النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتلاميذه الأطهار. يوضح لنا هذا الكتاب كيف أكدوا على أسلوب حياة القيادة من خلال التنمية وكيف يمكن للمرء أن يحقق التميز الشخصي. يؤكد الإسلام على أن التنمية البشرية مخصصة للأفراد، وهي مدفوعة بهم، بسبب شخصياتهم الديناميكية، وجسم المعرفة المتزايد باستمرار، والإمكانات التي لا نهاية لها. التنمية حافز للاجتهاد، والمثابرة، والتميز، والدقة، وغيرها من جوانب النمو. إنه نمو شامل يؤثر ويتأثر بحركة المجتمع. ومن ثم فإن التنمية البشرية ليست جديدة في الإسلام، رغم أنها لم تكن مصطلحاً فنياً إلا في التاريخ الحديث.