في عام 680 م، قُتل حفيد نبي الإسلام محمد، الحسين بن علي، بوحشية على يد جيش يبلغ تعداده ثلاثين ألفًا بأمر الخليفة الأموي يزيد بن معاوية. ويخبرنا التاريخ أن الحسين كان يعلم بمصيره المحتوم وتقبله - أنه سيقتل بقرعة ظالمة وفي أرض ستبقى خالدة في قلوب الرجال والنساء عبر العصور، كربلاء.
ولكن ماذا كان الهدف الحقيقي من مقتل الحسين؟ وما الغرض من وفاته المأساوية؟ وحتى بعيداً عن موقف العدالة ضد الظلم وفكرة دعم المظلومين ضد الظلم، وهي كلها أهداف نبيلة للإنسانية، فإن الهدف الأساسي الذي مات من أجله الحسين بسيط للغاية. فقد مات الحسين من أجل نفس الشيء الذي عاش من أجله ـ الإسلام. وكانت مأساته، وملحمته المليئة بالأمل، بمثابة الحافز لإنقاذ الدين الذي اعتنقه مليارات البشر في مختلف أنحاء العالم على مدى القرون الأربعة عشر الماضية.
هذا الكتاب يتحدث عن قصته. فهو يروي قصة حياة الحسين المذهلة وموته الأكثر بطولية. نشأ الحسين في حضن جده النبي محمد، وقُتل على أيدي نفس الأشخاص الذين زعموا أنهم يتبعون جده. كان الحسين أعظم قائد على الإطلاق، وأشرف محارب، وأعظم عالم في عصره. وهو بلا شك أحد أكثر الشخصيات إلهامًا وتأثيرًا في تاريخ البشرية. لقد حرك إرثه من التضحية والحب والأمل حتى أشد القلوب برودة، وربما حتى أولئك الذين شاركوا في قتله.
