فهم كربلاء - بقلم: محمد علي البديري

مختصر ومقتبس من العمل الأصلي لسماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم

"من تبعني استشهد، ومن لم يتبعني لم يشهد الفتح". هذه كانت بعض الكلمات الأخيرة للإمام الحسين قبل مغادرته المدينة المنورة. انطلق من المدينة المنورة نحو الكوفة، ثم إلى كربلاء، مدركاً للتضحيات العظيمة التي سيقدمها. لقد تنبأ بمصيره وعرف أن حركته لن تسفر إلا عن هزيمة عسكرية ساحقة. لكنه كان يعلم أيضاً القيمة العظيمة - النصر العظيم - التي كان من المفترض أن يحصل عليها. لم ينطلق لتحقيق أي نتائج فورية أو أهداف قصيرة الأجل. بل كانت حركته تهدف إلى بناء إرث أبدي وتحقيق إصلاح دائم في أمة جده. ولكن ماذا وكيف أصلح الإمام الحسين أمة جده؟ لماذا ضحى الإمام الحسين كما فعل؟ ما هو السياق الذي حدثت فيه هذه التضحية والمأساة؟ ما هو دور بقية أهل البيت قبل وبعد المأساة؟ ما هو هدف الإمام الحسين وكيف انتصر على الرغم من المذبحة الكبرى؟ إن كتاب فهم كربلاء هو تحليل تاريخي وديني متعمق يحاول الإجابة على هذه الأسئلة البعيدة المدى حول حركة الإمام الحسين. واستنادًا إلى عمل آية الله العظمى محمد سعيد الحكيم، ينظر الكتاب إلى العوامل الدافعة وراء رحلة الإمام الحسين. ويضع الإطار الديني لدراسة حركة أهل البيت من النبي محمد، ثم يبدأ في تحليل خياراتهم كما نراها في أقوالهم وأفعالهم، وكذلك السياق التاريخي الذي عملوا فيه. كما ينظر الكتاب إلى النصر العظيم الذي سعى إليه الإمام الحسين وتمكن من تحقيقه من خلال حركته. ومن خلال دراسة الآثار القصيرة والطويلة الأجل للمأساة الكبرى، يلقي الكتاب الضوء على أهداف الإمام الحسين وإنجازاته، وكيف عمل بقية أهل البيت من أجل الحفاظ على هذا النصر.